الخميس، 29 مايو 2014

دعاني صديقي إلى حفلهْ ، لأسمع من موشحات قفلهْ ، فقصدتُ مجلس الإيناس ، لأسمع الشدوَ مع الناس ، زهور وطبول وكراسي ، ومزامــير تصــدح في راسي ، نظرت نحو الباب ، منتظراً قدوم زرياب ، خلت أني في العصر العباسي ، أسمع المعاني ، من صريع الغواني ، وأتلذذ بأشعار النواسي .
وفجأة ومن بين صفوف الناس ، قفزشخص كالنسناس ، كأنَّ شعره غابهْ ، قد ربطه بعصابهْ ، متصنعاً وجد الصبابهْ ، وراح يقفز للأعالي ، ويغني الليالي ، ببنطاله الزهري ، مثل الحمار الشهري ، وقميصه البرتقالي ، وصاح صوتاً كالبوق ، توقف له أهل السوق ، وشهق شهقهْ ، في إثرها نهقهْ ، وجاد باللحن المسروق ، فلم تحتمل أذناي ، صوت الطبول والناي ، صرخت أين زرياب ؟ قالوا : مات من أحقاب ، هرعت نحو الباب ، قيل لا تزعجنا إسمع مطرب الشباب .

قلت له : كفى يا هذا ، فنادى الجالسون لماذا ؟ هل تعيدنا إلى الربابهْ ؟ أم غناء أهل الغابهْ ؟ قلت : هذا الطرب لكم أدع ، إن الطيور على أشكالها تقع ، وأنشدت : 
                                         إذا غنّى أبو عمرٍو مقاماً---- تمنى مسمعي لو كان أطرشْ
                                         إذا ما راحَ يُسمعنا قراراً ---- كأنَّ بحلقهِ الشوفان يُجْرَشْ
                                         وإن عاف القرار إلى جوابٍ ---فما من مسمعٍ إلاّ تخرَّشْ
                                         أكادُ أهيجُ من غضبي عليهِ- --فأصْبحُ مثل ضرغامٍ تَوحَّشْ
                                         فأكسرُ طبلَهُ والبوقَ سُخطاً---- وأتركُ وجههُ لوحاً مُخَرْبَشْ

***
**
*



0


كيف اجترأت على جدار شذا
زمن الشتاء بمرسلٍ جعد
وحصدت شعرك .. وهو زرع يدي
يا طالما شهقت على زندي
نجداً ضممت ، ولا صبا نجد
سقفي .. وبستاني .. ومدفأتي
وفراشي المجدول من ورد
***
وأذره .. يا ضيعة الجهد
أنا كم عقدت عليه أشرطتي
وفرشته ليلاً على كبدي
حتى إذا اندفعت غدائره
عصف المقص به .. فمزقه
بلهاء .. شاحبة الجبين .. ترى
حل الشتاء بكل زاويةٍ
عاشت حراج اللوز من بعدي
***
وكحلته بمكاحل السهد
حتى إذا اندفعت غدائره
عصف المقص به .. فمزقه
***
بلهاء .. شاحبة الجبين .. ترى
حل الشتاء بكل زاويةٍ
فالثلج عند مفاتق النهد
عاشت حراج اللوز من بعدي
***
إن السوالف مجدها مجدي
وكحلته بمكاحل السهد
حتى إذا اندفعت غدائره
نهراً من الكافور ، والرند
عصف المقص به .. فمزقه
وتكسرت قارورة الشهد
***
بلهاء .. شاحبة الجبين .. ترى
أطفأت ثأرك منه .. فاعتدي
حل الشتاء بكل زاويةٍ
فالثلج عند مفاتق النهد
لا تكشفي العنق الغلام .. فلا
عاشت حراج اللوز من بعدي
***
لا تقربيني .. أنت ميتةٌ
إن السوالف مجدها مجدي
***
**
*


0




إجلسي خمس دقائق
لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش
في الغيبوبة الكبرى
سوى خمس دقائق..
لا يريد الشعر كي يثقب لحم الورق العاري
سوى خمس دقائق
فاعشقيني لدقائق..
واختفي عن ناظري بعد دقائق
لست أحتاج إلى أكثر من علبة كبريتٍ
لإشعال ملايين الحرائق
إن أقوى قصص الحب التي أعرفها
لم تدم أكثر من خمس دقائق...
***
**
*


0

عن الكاتب

عنوان الصورة عنوان الصورة عنوان الصورة عنوان الصورة عنوان الصورة